الزجل .. لون من الوان الشعر الشعبي له شعبية كبيرة في بلاد الشام
يسميه البعض أهازيج ..
لي صديق هنا في الكويت و هو من ( درعا ) – سوريا أسمه ( أبو محمد ) ، و هو رجل في منتصف العقد الخامس من عمره ، كثيرا ما أزوره في مقر عمله ، و يقدم لي الشاي ، و نتحدث في أمور عدة ، منها ( الزجل )
هذا اللون الشعري المسمى ب ( الزجل ) هو فن شعبي أصيل ،
لقد كان لي الشرف – أن سافرت بالسيارة – مع صديقي ( أبو محمد ) الدرعاوي
الذي أستضافني في بيته في ( درعه ) ،
و يالها من جزء جميل من سوريا الحبيبة ، و الناس هناك طيبين و اصيلين
و هم من أعرق العرب ،،
( أبو محمد ) كثيرا و كثيرا جدا ما تجود قريحته بأبيات من الزجل
فأقول له : ( شاعر يا أبو محمد ) فيجيب ( لا يا خي أنا زجال و ماني شاعر )
فأقول له ما الفرق فيقول : الزجل أسهل و أخف من الشعر كلماته و معانيه واضحة للفلاح و للراعي البسيط الذي لا يحبذ التحليل بل يعجب ببساطة بما يقال من الزجل !
و من زجل أبو محمد الجميل الخفيف الذي أحفظه له :
لك يضرب الحب يضرب شو بيزل = و يضرب إللي يحب و بينزل
مشان الحبيب يرضى بشرب الخل = حتى و لو بالحب حالوا أنعل
فضحكت و قلت له الله الله يا أبو محمد ...
***
الزجل أحبتي مشهور جدا ببلاد الشام ، و لكن للأسف كثير منّا لا يعرفه
و للزجل ألوان و أغراض متعددة منها في ( الأعراس ) ببلاد الشام ، ينشدها الرجال عندما يزفون العريس على عروسته ،، و منها أيضا في لبنان
ما يشبه ( شعر المحاورة ) في الخليج العربي و لكن الشعراء يكونون جالسين و ممسكين بدفوف ( نوع من أنواع الطبل ) و فيرتجل شاعر يرد وراءه
مجموعة ، فيرد عليه الشاعر الأخر بالأرتجال ...
و من الزجل في بلاد الشام ( سوريا ) :
يا عريس الزين جينا = نشارك الأم الحزينه
و يا عروس أستقبلينا = و رشرشي عالنعش زينه
***
و منه أيضا :
عافراقك بكى حيّك = و الحزن خيّم عاخيك
بالقبر سلم عا بيّك = و بوّس عيونو الدفينة
***
الله معك يا رايحة و جايي = صرتي لغز في حيّنا و صرتي حكايه
سبحان الله الكوّن الجسم الحلو = نصك حوريه و نصك الثاني مرايه
***
و مما ينشده صديقي ( أبو محمد ) الدرعاوي أيضا مازحا ...
حمام ياللي مسافر لدرعا = شوف الحبيب إن كان عم يرعا
و قلوا حبيبك زايد الجرعا = و لهان يعني ما هو يتعاطى
***
أذن هذا هو الزجل الذي يجهله الكثيرين ، و مع أنه فن راقي ، رغم بساطته
و عذوبة معانيه ، و على فكرة أن هذا اللون رغم بساطته إلا أنه يعدو من أصعب أنواع الشعر لما يتطلبه من حضور البديهه ، و سرعة الأرتجال
و من شعراء الزجل المعروفين في بلاد الشام ( زغلول الدامور ) أنقل لكم بعض
اهازيجه ( أن صح التعبير ) :
لو تأملتي بعيوني المليانة دموع = بتلاقي بين جفوني رسمك مطبوع
يا سمرا بقلبي غلي و طفيلي النار = و لا تفلي ضلي فله عالبواب الدار
عيونك عين بتنقلي عنك أخبار = و عين الثاني بتقلي زمر عالكوع
يا شقرا البدر بيكمل فيكي بيومين = أنتي بقلبي و عم بسأل و ين عينك و ين
و جودك في قربي أفضل من نور العين = و ساعة هجرانك أفضل من يوم الجوع
***
يا حلوة و الصبايا توجوها = و على عرش المحاسن ملكوها
أنا واقع بحبك حاكميني = و قوليلن دعوتي لا يأجلوها
بعينيكي لحتى ترحميني = أسألي و ين الطيور بيذبحوها
أنا ما بعيش غير ما بتذبحيني = مثل ما الأرض عم تعطي سنابل
و لا بتعيش غير ما يجرحوها
***
و في فلسطين ، الزجل أساسي في ( الأعراس ) ينشده الرجال و النساء على حد السواء ، أنا شخصيا سمعت الكثير ، منه في حفلات لأصدقاء فلسطينين هنا في الكويت لكنني للأسف لا أحفظ حاليا منه سوى هذا البيت
ميلي يا شجرة الرمان = ميلي يا حامله رمان
ميلي عا محمد الغويان
ميلي يا شجرة الليمون = ميلي يا حاملة ليمون
ميلي عا محمد المزيون
و لكنني أعدكم أن أنقل من هذا الفن الأصيل ما أتمنى أن يعجبكم في المستقبل القريب أنشاء الله
و دمتم سالمين !